مجلة الجودة للجميع مجلة الجودة للجميع

التطبيقات الحديثة للجودة الصحية بالمستشفيات

 التطبيقات الحديثة للجودة الصحية بالمستشفيات


الدكتور / ايهاب زهران 

استشاري الجودة الطبية

خبير العلوم الادارية

محاضر بجامعة القاهرة

المستخلص:

تعد الجودة من المجالات الاكثر أهمية في قطاع الخدمات الصحية لأنها تمثل احدى ساقي التنمية للمجتمعات وهما الصحة والتعليم، ومن خلال سلسلة من المقالات، وهنا تعرفنا بشكل خاص على مدى التطبيقات الحديثة الجودة في الرعاية الصحية بالمستشفيات ومعرفة أبرز المعوقات التي أدت الى الحد من استخدام هذه التطبيقات بعد ان تم تسليط الضوء على الجودة وتعدد مفاهيمها وتعاريفها وأشكالها ومعرفة دور الجودة في القطاع الصحي وأهميته والدور الذي يلعبه في تطوير وتحسين الرعاية الصحية ومقارنة كل ذلك بما هو واقع من خلال هذه الدراسة كنتائج ووضع التوصيات اللازمة لتفعيل دور تطبيقات الجودة في المستشفيات.

وإن تبني اساليب الجودة الحديثة يسهم في تحسين جودة الخدمة المقدمة للمريض.

الا أن تطبيقها يتم بصورة منفردة في السابق، وفي الوقت الحاضر هناك بعض المبادرات لتقديم نظام إدارة الجودة من خلال وزارات الصحة بالدول المختلفة، لذلك يهدف المقال الى عرض لبعض التطبيقات الحديثة لإدارة الجودة في المستشفيات، لتكون بمثابة الدليل للإدارة العليا لتقييم مستوى الجودة بها مع تطبيق نظام اللين بالمستشفيات بأدواته المختلفة وايضا تطبيق نظام الجودة الشاملة TQM  مع احدي التطبيقات الستة سيجما.

 

مقدمة:

أن نظام تطبيق الجودة من أهم النظم العالمية التي تهدف إلي تحسين جودة الخدمات الصحية مما يعود بالنفع علي صحة المواطن والمجتمع بالإضافة إلي بناء الثقة بين الجهاز الصحي والمواطنين ومراعاة حقوق المرضي وضمان رضائهم عن الخدمة الصحية، كما أن الالتزام بمعايير الأمان وسلامة للمرضي تعتبر من أهم المعايير التي يركز عليها برنامج اعتماد جودة الخدمات الصحية.

 أن البرنامج المصري لاعتماد جودة الخدمات الصحية يتميز باشتماله علي ثلاثة مراحل وهي المستوي التأهيلي للجودة والمستوي الأساسي للجودة ثم الاعتماد الكلي ، وهو ما يشجع كافة المؤسسات الصحية بمصر علي الانضمام للبرنامج والتطور التدريجي حتي الوصول إلي مستوي الاعتماد الكلي لجودة الخدمات الصحية.

ان الرغبة في تطبيق برامج الادارة الخاصة بالجودة الشاملة في مجال الرعاية الصحية لها هدف عالمي يتسع نطاق تطبيقه عاما بعد عام لذلك فالجودة توضع في المرتبة الاولى ضمن اولويات الرعاية الصحية الاساسية في الوطن العربي فالخدمات التي تقدمها الرعاية الصحية الاساسية ذات تأثير مباشر على حياة وصحة المواطنين وأسرهم، فالجودة هي مفتاح النجاح في عالم يعتمد اليوم أساسا على المنافسة، وحيث يشهد العالم الحديث اليوم متغيرات عديدة في جميع الميادين سواء كانت اقتصادية ، سياسية، اجتماعية وغيرها .....، كما فرضت العولمة حرية انتقال رؤوس الاموال والعقول والخبرات والمعلومات التقنية حتى أصبح العالم قرية صغيرة مترامية الاطراف مما دعي المنشآت الخدمية والسلعية البحث عن عنصر يمكن أن ترتقي به في أداءها لتحافظ على موقعها وحصتها السوقية فمن هنا أصبح من الضروري اعتماد الجودة كمعيار أساسي للمفاضلة بين المستشفيات ومدى تأثيرها على المنافسة بين المستشفيات العاملة لذلك نجد التميز في تقديم خدمة طبية  لدى مستشفى معينة يعتمد على مدى تطبيقها برامج ادارة الجودة داخل المستشفى ومن ضمنها المنشآت الصحية موضوع بحثنا حيث قطاع الرعاية الصحية في تنامي مستمر وكل يسعى في داخل هذه المنشآت الصحية بتقديم خدمة متميزة ذات جودة عالية من خلال تطبيقهم لبرامج الجودة بالطرق العلمية والإحصائية الحديثة ووضع المعايير الملائمة وتقويم مستويات الاداء والمحافظة على مستويات عالية من الاداء الاداري والفني وتكون بذلك استراتيجية متكاملة طويلة المدى تسير على نهجها المستشفى ويكون نتائجها مرضية لجميع الاطراف.

 

أهمية تطبيق الجودة بالمستشفيات :

واجهت المنشآت الصحية تحديات وضغوطات مختلفة من الداخل ومن الخارج خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي من أهمها:

1- ارتفاع تكاليف المعدات والأجهزة الطبية والمستلزمات والادوية.

2- طرح فكرة التخصص الدقيق في الممارسات الطبية المختلفة رغم قلة المتخصصين.

3- زيادة الطلب على مختلف أنواع الخدمات الصحية الحديثة ورافق هذه الزيادة زيادة من نوع آخر في الاهتمام بتلبية احتياجات وتوقعات العملاء.

4- زيادة قوة التنافس بين المنشآت الصحية المتشابهة.

5- ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية.

6- زيادة نسبة الشكاوي القانونية المقدمة ضد المستشفى بسبب سوء ممارسة المهن الطبية.

7- زيادة درجة الوعي لدى المستفيدين والمنتفعين بالخدمة وارتفاع نسبة اهتمامهم بالجودة.

8- غياب الإدارة الفعالة وانعدام التنسيق بين الأقسام المختلفة.

 جميع هذه الأمور شكلت حاجزا أمام المنشآت أدت إلى دفعها لتطوير النظم الموجودة فيها بطريقة تخدم المنتفعين وتقدم نظام صحي متكامل ومناسب للمرضى وعلى مستوى عالي ومقبول من الجودة .

فبادرت معظم المنشآت الصحية بتطبيق برامج الجودة الحديثة أو إدارة الجودة وذلك من أجل تحسين وتطوير مستوى الأداء في المستشفى الأمر الذي سوف يساهم ويساعد المستشفى في الحفاظ على سمعتها من خلال اهتمامها بجودة الرعاية وتطبيقاتها والخدمات الصحية.

إن تطبيق نظام إدارة الجودة في المستشفيات من شأنه مساعدة المستشفى في التعرف على الموارد المهدرة من الوقت مرورا بالطاقات والقدرات الذهنية المتمثلة في الموارد البشرية بالإضافة إلى الموارد المادية ومن ثم العمل على التخلص منها وفي نفس الوقت يعد نظام إدارة الجودة نظام تحفيزي حيث أنه يتيح الفرصة للعاملين بالتعرف على إمكانياتهم ومنحهم صلاحيات وفق هذه الإمكانيات ويحثهم أيضا على التفوق والإبداع.

ويتيح هذا النظام الفرصة للموظفين في تحديد المفهوم الأمثل للجودة ووضع الإجراءات السليمة التي تهدف إلى تلبية احتياجات وتوقعات العميل ونرى أن أهمية إدارة الجودة في المنشآت الصحية تكمن في أن المنشآت الصحية تختلف عن أي منشآت صناعية أو تجارية من حيث أنها مرتبطة بحياة المرضى ولا يقبل فيها بأي مستوى أقل من الخدمات الصحية والسبب يعود إلى أن حدوث أي خطأ طبي قد يؤدي إلى عواقب سيئة كحالات العجز الكلي والوفاة بينما في القطاعات الأخرى لا يترتب على الخسارة أي خطورة توازي خطورة الأخطاء الطبية.

ويعتبر الاهتمام بالجودة هو المقياس الأساسي الذي من خلاله تستطيع المنشأة التعرف على مستوى أدائها مقارنة بالمنشآت الأخرى. أيضا تعطي المنشأة القدرة على تحقيق النجاح بشكل مطرد( النجاح تلو النجاح ) وليس فقط البقاء ضمن الإطار التنافسي مع المنشآت الأخرى.

إن أهمية إدارة الجودة تكمن في تحقيق الهدف العام من إنشاءها حيث أنها تعمل على توثيق وتحضير العديد من البرامج والآليات الفعالة لاكتشاف المشكلات ومحاولة إيجاد حلول مثالية لها وأيضا البحث عن المشكلات المحتمل ظهورها في المستقبل والتي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الخدمة المقدمة للمرضى وعلى النتائج المرجوة.

وكما نعلم أن الإدارة العليا تعد المسئولة الأولى عن تطبيق نظام إدارة الجودة بالمنشأة لأنها بحكم السلطة التي لديها فهي المسئولة عن الموظفين والموردين والعملاء وهي المسئولة أيضا عن نجاح المنشأة التي يقومون بإدارتها، إلا أنه من المعروف أن إحدى النقاط الرئيسية لتطبيق برامج الجودة هي أن هذه البرامج من حيث التنفيذ تعتبر من مسئولية الجميع سواء عاملين أو موظفين في جميع مستويات المستشفى وليست فقط مهمة الإدارة العليا أو منسق برامج الجودة لذا يعتبر تحفيز وتشجيع العاملين على التدريب في جميع المستويات والمراحل بمختلف التخصصات على أسس ومفاهيم الجودة من أهم الخطوات التي تساعد الإدارة العليا على تحديد الإجراءات المناسبة من أجل الاستمرارية في تحسين الجودة.

عن الكاتب

Eng. Ahmed rashidy abdo

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

مشاركة مميزة

  كتاب رحلة العميل من زائر عادي إلى عميل دائم مامور فوضيل  المدرسة العليا للمصرفة بالجزائر     قيل الوصول الى القمة سهل ولكن من الصعب ال...

الكاتب




Ayudadeblogger

أحمد رشيدي عبده

مراجع ومدرب نظم الإدارة المتكاملة

المتابعون

Translate

المتابعون

بحث هذه المدونة الإلكترونية

جميع الحقوق محفوظة

مجلة الجودة للجميع