الهاسب في غير الغذاء
مهندس استشارى / احمد حسين ابو راضى
لعل حين تقرأ هذا العنوان يأتي في تفكيرك المواد الغير غذائية الملامس
للغذاء و يجب أن يكون من مادة غذائية و له شهادة بذلك أو تم تحليله و أثبات
صلاحيته لهذا الغرض مثل الكاوتش المطاط في بعض الصناعات و لكن أنتظر قليلا أنا
أتحدث عن كاوتش السيارة لا تعجب يا زميل من هذا القول و أنا أعلم أنك سوق تهاجم
ذلك بدون تردد و بشدة و عنف كما حدث بالفعل حين عرضت الفكرة على الزملاء في المجال
و قاموا بموجة من التوبيخ لها كما حدث مع ألبرت أينشتاين في نظرية النسبية و هي
المرة الثانية في مقالاتي أستشهد بـ أينشتاين هذا ليس جنون العظمة فالجنون قادم
أستمر في قراءة المقالة.
الهاسب و هو النظام الوقائي الخاص بسلامة الغذاء تحت شعار منتج خالي من
العيوب و أنا أومن بذلك أن الهاسب هو سلامة الغذاء و لكن ما الهاسب؟! لا تحديثني
عن الأثني عشر خطوة ( في قاموسي هم أربعة عشر خطوة حتى قامت الكوديكس بالتعديل
للهاسب في 2022 و صرحت بالمجال للهاسب و مراجعة الهاسب اللتان همشت منطلباتهم في
السابق و كأن الكوديكس تسمع صوتي منذ سنوات عن هذا التغديل) أو عن السبع مبادي أو
عن تعريف الكوديكس لها لا تحدثني فيما أعلم فـ نظام الهاسب عالمي و الجميع يعرفه
منذ النشأة و لكن البعض يجهل مصدر نشأته .
" هنا أصمت قليلا ".
نظام الهاسب سلامة غذاء و لكن منهجية نظام الهاسب ليست سلامة غذاء فقط و
أنما هي منهجية الوقائية و السيطرة على الخطورة الناتجة عن مصادر الخطر بعد أجراء
تحليل للمخاطر في جميع المنشأت الصناعية بمختلف تصنيفها سواء كانت غذائية او غير
ذلك و الدليل على ذلك هو أصل نظام الهاسب ﻭﻫـﻮ ﺗﻄــﻮﻳﺮ ﻣﻘﺘــﺒﺲ ﻣــﻦ ﻧﻈـﺎﻡ ﻫﻨﺪﺳــﻰ
ﻳﻌــﺮﻑ ﺑﺈﺳــﻢ ( ﺍﺳــﻠﻮﺏ ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ " ﺍﻟﻔﻤﻴﺎ " أو أوضاع
الفشل ) ﺣﻴـﺚ ﻳـﺘﻢ ﺍﻟﺘﻨﺒـﺆ ﺑﺎﻷﻋﻄـﺎﻝ ( الخطر في الهاسب) ﻭﻣـﻦ ﺛـﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻘـﺎﻁ ﺭﺋﻴﺴـﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺼـﻨﻴﻌﻴﺔ
ﻳـﺘﻢ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬـﺎ ﻟﻤﻨـﻊ ﺣـﺪﻭﺙ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻋﻄـﺎﻝ ( الخطر في الهاسب) ﻭﻣـﻦ ﻫﻨـﺎ ﺟـﺎﺀﺕ ﻓﻜـﺮﺓ
ﻧﻘـﺎﻁ ﺍﻟـﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﺤﺮﺟـﺔ, هل سمعت هذا من قبل ؟
عزيزي لا تعجل علي و أمهلي أخبرك الحقيقة بـ أننا نهتم بالتعريفات أكثر من
المنهجية الخاصة بالنظام نفسه , لما يحدث ذلك لأننا نتفاخر على بعضنا البعض
بالتعريفات و نقييم بعضنا بها و لا ننظر الي أنفسنا من حيث منهجية التطبيق و هل
يمكن أستخدام نظام الهاسب الخاص بسلامة الغذاء في مصانع غير الأغذية؟
أنظر الي مواصفة أيزو 31000 الخاصة
بـ أدارة الخطورة و في البند رقم ( 1 ) المجال ستجد رسالة متروكة للجميع أن هذه
المواصفة تطبق على جميع القطاعات و المصانع و عند التعمق داخل المواصفة سوف تجد منهجية الهاسب و ليس نظام الهاسب سوف
تري أسلوب أوضاع الفشل " الفميا " من تحليل للمخاطر التي تؤدي إلي فشل
في السيطرة عن طريق تحديد مخاطر كل مرحلة و وصف الخطر و تقييم الخطورة و أساليب
التحكم طبقا للتقييم و التحقق من نجاح تلك الأساليب في السيطرة على المخاطر
المحتملة, هل يذكرك هذا بشئ؟
نعم. نظام تحليل المخاطر و تحديد نقاط التحكم الحرجة في صورة أخري له بدون
أثني عشر خطوة أو سبع مبادئ .
أن مسمى الهاسب لا يعني كونه نظام فريد من نوعه و لكنه تمييز إلي النظام
المستخدم في قطاع الأغذية منذ النشأة الأولي و الذي مر بمراحل رفض و عدم قبول منذ
عام 1960 حتي عام 1997 حين تم إصدار الهاسب رسمي عبر لجنة الكوديكس و أصبح الهاسب هو نظام سلامة الغذاء
رسمي في ذلك القطاع و نسى الجميع أنه منهج من إحدي مناهج تحليل المخاطر و التي
تشترك جميعا في منهجية واحدة هدفها السيطرة و أنتاج منتج بدون عيوب ( تذكر هذا
المصطلح جيد " منتج بدون عيوب " ) و العيوب في مجال سلامة الغذاء و
الدواء أيضا هو ما يؤثر على سلامة المستهلك و العيوب في المجالات الأخرى غير
الغذاء هي عدم مطابقة المنتج للمتطلبات
الخاصه به سواء كانت متطلبات عميل أو متطلبات قانونية بأستخدام منهجية تحليل
المخاطر.
بعد كل هذا يا عزيزي حين تسمع عن تطبيق الهاسب في الكاوتش لا تكن في حيرة
من أمرك و أعرف انها المنهجية في تطبيق تحليل المخاطر سواء أتبعت نظام الهاسب أو
ايزو 31000 أو أوضاع الفشل فكلها في النهاية تؤدي إلى هدف واحد و هي منتج بلا عيوب
( هل تذكرت هذا المصطلح الأن ).
رسالة إلي الجميع النظرية تختلف عن التطبيق رغم أنها الاساس لها و هذا ما
قاله عزيزي أينشتاين الذي أنصت إلية حين أفكر عندما قال ( المعلومات ليست معرفة )
فالنظرية هي المعلومة و التطبيق لها هي المعرفة.