المستهلك ودوافع تطوير وتحديث أنظمة سلامة الغذاء
كل منا يعرف سلامة الغذاء على أنها تعني خلو الغذاء من مسببات الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء نفسه وتسبب ضرر أثناء الأعداد أو التناول للمستهلك طبقا للاستخدام المقصود ، وهذا التعريف طبقا للمواصفات الدولية ISO 22000/2018 و مواصفة BRC V8
وكثير منا أيضا يعرف أن هذا التعريف خاص بمقدمي المنتج ( المصنع / القائم بالأعداد ) فقط ، أي أن خلو الغذاء من مسببات الأمراض هو مسئولية مقدمي المنتج ( المصنع / القائم بالأعداد ) وعلى مقدمي المنتج أخذ تدابير خاصة من أجل تحقيق ذلك ، ولكن قليل منا يعرف أن للمستهلك منظور خاص بـسلامة الغذاء أي أنه يرى سلامة الغذاء لا تشمل فقط خلوه من مسببات الأمراض و لكن سلامته أيضا من الغش بغرض الإحتيال عليه بصفة شخصية قبل كونها جريمة قانونية سواء كان دافع الغش والإحتيال اقتصادي أو سلوك عدواني بهدف الانتقام أو الربح بخسارة المنافس من هنا يظهر لنا متطلب لسلامة الغذاء الخاص بالمستهلك والذي يعد هو المحرك الأول للقوانين الخاصة بالغذاء بل هو الدافع الذي جعل وجود القوانين وتحديثها ضرورة لتلبية متطلباته
ليست كل متطلبات المستهلك متعلقة بـسلامة الغذاء من مسببات الامراض فقط التي يطلق عليه بالإنجليزية FOOD SAFETY والمتمثلة في تطبيق نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة HAZARD ANALYSIS AND CRITICAL CONTROL POINTS, من ضمن متطلبات المستهلك أيضا ضمان سلامة الغذاء من الغش والاحتيال ما كان الدافع الي تحديث القوانين والمواصفات العالمية الخاصة بـسلامة الغذاء وتركيز النظر علي برامج الغش والاحتيال وأضافتها الي مصادر الخطر الخاصة بالغذاء ووضع خطة خاصة من أجل تقليل تأثير هذا الخطر على سلسة الأمداد بالغذاء مما نتج عنه ظهور متطلبات كانت قديمة وتم تحديثها لتتوافق مع التحديثات العالمية لقانون سلامة الغذاء FOOD SAFETY MODERNIZATION ACT ( FSMA ) لسنة 2011 بواسطة منظمة الغذاء والدواء FOOD AND DRUG ADMINISTRATION وهم برنامج سلامة الغذاء من الغش ويطلق عليه بالإنجليزية FOOD FRAUD وبرنامج سلامة وأمن الغذاء من التهديدات ويطلق عليه بالإنجليزية FOOD DEFENSE وقد تم تجميع الثلاث انظمة ( سلامة الغذاء من الامراضHACCP , سلامة الغذاء من الغش VACCP, واخيرا سلامة وأمن الغذاء من التهديدات TACCP) معا تحت مسمى تحليل المخاطر وتأثيرها مبني علي النظام الوقائي HAZARD ANALYSIS , RISK BASED PREVENTIVE CONTROL و يطلق عليها باختصار HARPC) ) و هو النظام المستخدم في تطبيق قانون سلامة الغذاء الحديث FSMA و يحتاج الي أشخاص مدربين من اجل تنفيذ هذا النظام و يطلق عليهم PREVENTIVE CONTROL QUALIFIED INDIVEDUAL اي الأشخاص المؤهلين لتطبيق التحكم الوقائي و هم مثل الفريق الخاص بتطبيق نظام سلامة الغذاء / الهاسب و لكت تم تدريبهم علي متطلبات نظام الـ HARPC بنجاح .
قد يختلف البعض على أن قانون سلامة الغذاء يتم تحديثه طبقا للتطور العلمي والتكنولوجي في صناعة الأغذية وهو المحرك الاول لنظام سلامة الغذاء وليس متطلبات المستهلك أو أن التحديث ناتج ذاتيا نتيجة وجود قصور في القانون منذ البداية ولم يلاحظ الا مع أتساع التجارة الخاصة بالغذاء وأصبحت القوانين ضمن معوقات التجارة العالمية ووجب التحديث من أجل تذليل المعوقات التجارية لرفع الاقتصاد , وقد يرى البعض الأخر من المكن استبدال كلمة متطلبات المستهلك بـمتطلبات العميل المتعارف عليها بين الجميع في سلسلة الغذاء .
لكن المستهلك النهائي الذي لا يختلف تعريفة في جميع المواصفات وهو المستخدم النهائي للمنتج ومحرك التجارة والاقتصاد عن طريق الطلب للمنتج, والعلم والتكنولوجيا الحديثة تعمل على تلبية احتياجاته من الغذاء ويمثله العميل داخل سلسلة الغذاء مما يشير إلى انه لا يوجد اختلاف علي من هو المحرك الرئيسي لتحديث القانون أو أنظمة سلامة الغذاء سواء كانت التجارة أم التكنولوجيا أو العميل فـجميعا هدفهم رضاء المستهلك النهائي الذي لم يذكر سوى فيما يتعلق بمصلحة التجارة فقط حين اراد التفرقة بين مصطلح السحب والاستدعاء للمنتج و قال إذا وصلت للمستهلك فهو استدعاء وتم ذكره في نظام سلامة الغذاء عند تحليل مخاطر خطة الهاسب لأنه هو المتضرر إذا فشلت الخطة أو المتضرر اذا فشل مقدم المنتج من تأمين سلامة الغذاء من الغش والاحتيال وأيضا سلامة وأمن الغذاء من التهديدات والضرر الناتج هنا أما متعلق بـسلامة الغذاء صحيا أو سلامة جودة الغذاء والضرر النفسي من ذلك .
الغش والاحتيال الغرض منه المكسب المالي مع أمن الغذاء من التهديدات بغرض العداء والانتقام كان ضحيتها هو المستهلك النهائي وتقدم بالشكوى عن تلك الحوادث ضد العميل في سلسلة الغذاء الذي يقوم بتوصلها إلي مقدم المنتج الذي تصل إليه أيضا الشكوى في صورة قضائية ويقوم المستهلك أيضا بالامتناع عن استخدام المنتجات التي تم غشها مما يؤثر علي الاقتصاد والتجارة بشكل كبير ويعمل العلم والتكنولوجيا معا لتقليل هذا الخطر إلي اقل حد ممكن مما ترتب عليه التعديل والتحديث للقانون العالمي لسلامة الغذاء ليعمل علي منع حدوث المشاكل والوقاية منها ليس فقظ رد فعل بعد الحدوث .
سلامة الغذاء تتمثل في سلامة الغذاء من تواجد مسببات الأمراض بشكل غير مقصود وسلامة الغذاء من الغش والاحتيال المقصود من اجل مكسب مادي أو بدافع سلوك عدواني من أجل الانتقام او التربح من خسارة المنافس .